في إجازة لنا بمناسبة عيد زواجنا، شد انتباهي ونحن ذاهبان في طريقنا إلى جنوب البلاد منظر الصحراء على امتداد الطريق. وكان التصحر يزداد كلما اتجهنا جنوباً، حتى إنه في بعض المناطق لا ترى أي أثر للحياة النباتية فالسهول صحراوية والجبال صخرية رملية تحيط بها. فرحت أحدق النظر إلى هذا المنظر، وداخلتني صور من حياتي الروحية إذ دخلت أحياناً في صحراء نفسية سواء في الشركة بيني وبين الرب أم في علاقاتي بالآخرين وكأن الحالة الأولى تقود إلى الثانية. وذكرني منظر الجبال بالحواجز التي ترتفع تدريجياً بيني وبين الله وبيني وبين الآخرين وتجعلني في عزلة فأعطي بها فرصة لعدو الخير أن يعيث فساداً بأفكاري وحياتي. وفجأة ونحن في الطريق، بدأنا نلاحظ رمالاً ترتفع إلى الأعلى وتشكل ما يشبه تيارات قوية من الرمال. مضينا في المسير ولم ندرك أننا نقترب من وسط عاصفة رملية شديدة فاضطررنا إلى التوقف بالسيارة لأننا لم نعد نرى شيئاً وشاهدنا كل ما حولنا من رمال وحجارة صغيرة تلتطم بزجاج السيارة. ولم ندرك لأول وهلة ما يحصل أو سيحصل. ولكنّ وقوفنا جعل العاصفة تمر وابتدأت شدتها بالانحسار وتمكنا من دخول دائرة الضوء فاتضحت الرؤية من جديد. غير أن الخوف ملأ قلوبنا لحظات قليلة بسبب الظلمة إذ لم نتمكن من رؤية أي شيء فيها.
وكأن الروح القدس أراد أن يوضح لنا كيف نقع تحت وطأة عاصفة الحرب الروحية. لأن خصمنا إبليس يريد أن يوصلنا إلى نقطة العمى الروحي ونقطة الخوف وفقدان الرجاء.
كانت تلك الرحلة أول مرة نرى خلالها شيئأ كهذا، إذ لم نكن ونحن في اجازتنا مستعدين لرؤية صحراء بهذه الصورة أو الدخول في أي عاصفة رملية. أما الرب يسوع فقد اعلمنا مسبقاً عن الحرب الروحية والأسلحة التي يريدنا أن نتسلح بها في كل وقت كي نتقوى بقوته ولنكون على استعداد لمواجهة هذه الحرب الصعبة، لأنه يعلم ما نحتاج إليه للخروج إلى دائرة النور الروحي والرؤية الايمانية ولكن لابد من وقفة وتوبة ورجوع إلى من يهدئ كل العواصف.
هل لبست أسلحتك الروحية لهذا اليوم؟ الرب معك إنه ينتصر لك ويريدك أن تسير في موكب نصرته كل يوم.
- 1 يوليو -