عظمة الرب ومهابتنا لشخصه تقودنا إلى التوبة. لقد رأى إشعياء مجد الرب وأدرك فساده هو. عندما أنهى بطرس الاصطياد الليل بطوله ولم يكن قد اصطاد شيئاً، ألقى شباكه مرة ثانية وكادت أن تتخرّق، حصل على نفس الإجابة: "فلمّا رأى سِمعانُ ما جرى وقَعَ على رُكبَتَي يَسوعَ وقالَ: "اَبتعِدْ عنّي، يا سيّدي! أنا رَجُلٌ خاطِئٌ " (لوقا 5: 8). إذا كان كل ما نعرفه هو قداسة الله وخطيئتنا فإننا سنيأس. ولكن الله يلمسنا في مكان تواضعنا. لقد مسّ شفتي إشعياء بجمر مِن على المذبح قائلاً له: "لقد زال ذنبك، وخطاياك غفرت". بعد هذا لبّى اشعياء دعوة الله قائلاً: "هأنذا أرسلني" عندما اتضع بطرس على ركبتيه، قال له الرب: "لا تخف، من اليوم ستصطاد الناس". كنت أصلي من أجل صديقة لي أجهضت جنينها قبل سنين عدة وقالت إنها تعرف أن الإجهاض ليس صحيحاً وأنها شعرت بالذنب لِما قامت به، ولكنّها لم تقدر أن تُطلق كلمة "خطيئة" على ما قامت به حتى اختبرت حقيقة مغفرة الله لها. قالت لي: "فقط عندما اختبرت مغفرة الله تمكنت مِن أن أعترف بالخطأ الذي قمت به وعندما آمنت أن الله يغفر لي، تمكنت أن أعترف بخطيئتي". عندما آمنت أن بإمكان الله، وبقدرته، وإرادته أن يغفر لها أضحت لديها الشجاعة أن تعترف بخطيئتها وتطلب الصلاة. شعرت وكأن ثقلاً رُفع عنها عندما باحت بسرّها من الأماكن المخفية في قلبها. لقد اختبرت قدراً كبيراً من الراحة عندما تم استبدال الظلمة بالنور. "نَجَونا كالعُصفورِ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادينَ. انكَسَرَ الفَخُّ ونحنُ نَجَونا" (مزمور 124: 7)، يُشعرنا ذنب الخطيئة وكأننا في قفص أو فخ. عندما نكسر قوة الخطيئة من خلال الاعتراف وقبول المغفرة، فإننا مثل عصفور أُطلق من الفخ. عظمة الله تساعدنا أن نتضع لنرى خطيئتنا. عمله الكفّاري يُمكنّنا أن نعترف بخطيئتنا ونحصل على الطهارة. مغفرته تطلقنا لنخدمه. شكراً، أيها الملك العظيم، من أجل الحرية التي أعطيتنا إيّاها حتى نعبدك من غير ذنب أو عار، آمين.
- 27 أغسطس -