يؤمن الكثير منا أن لله هدفاً في حياتنا، فهو يعلم مُسبقاً ماذا سنصبح وماذا سنفعل حتى قبل أن نُولد، وهذا مصدر تعزية للآباء والأمهات، خاصة عندما ننظر إلى ابننا أو ابنتنا المولودين حديثاً إذ نشعر بالتشجيع لأن لدى الله مخططات رائعة لأولادنا. ماذا رأى الله عندما وُلد ابنه؟ لماذا وُلد يسوع؟ أللتعليم، لأنه لم يكن ثمّة معلمون قبله؟ أو ليُظهر للناس كيف يعيشون؟ كل هذه الأسباب صحيحة، ولكنها لم تكن الهدف الأساس لمجيئه. ولد يسوع ليموت. صحيح أننا سنرقد إلى حين مجيء الرب ثانية، الموت حتمي لكل منّا. ولكننا لن نقول أبداً اننا ولدنا فقط حتى نموت. ولكن ذلك هو بالفعل السبب الرئيس الذي وُلد من أجله يسوع، وسبب إرسال الله له. يسوع هو "الحمل الذي ذُبح قبل أن يتأسس العالم" انظر (رؤيا يوحنا 13: 8). عندما مشى يسوع مع التلميذين في الطريق إلى عمواس بعد قيامته، قال لهم إنه ينبغي للمسيح أن يتألم. وفي بعض المواقف أخبر أتباعه المقربين الشيء نفسه حتى قبل موته. "لأنّ اَبنَ الإنسانِ جاءَ لا ليَخدِمَهُ النّاسُ، بل ليَخدِمَهُم ويَفديَ بِحياتِهِ كثيرًا مِنهُم" (مرقس 10: 45). "أتى ليبذل حياته". في هذا الوقت من السنة عندما يحتفل الكثير من إخوتنا وأخواتنا بميلاد المسيح، ليتنا نتذكّر أن يسوع كان طفلاً وأن الهدف الأساس من ولادته هو الموت.
- 13 ديسمبر -