Devotional (ar) -

تغيير طريقة تفكيرنا ( 19 مايو )

"فاَقتَدوا باللهِ كأبناءٍ أحبّاءَ، وسِيروا في المَحبّةِ سِيرَةَ المَسيحِ الذي أحَبّنا وضَحّى بِنَفسِهِ مِنْ أجلِنا قُربانًا وذَبـيحَةً للهِ طَيّبةَ الرّائِحَةِ. أمّا الزّنى والفِسْقُ والفجورُ على أنواعِها فلا يَليقُ بالقِدّيسينَ حتى ذِكرُ أسمائِها. لا سَفاهَةَ ولا سَخافَةَ ولا هَزلَ، فهذا لا يَليقُ بِكُم، بَلِ التّسبـيحُ بِحَمدِ اللهِ... بالأمسِ كُنتُم ظَلامًا، وأنتُمُ اليومَ نُورٌ في الرّبّ. فَسيروا سِيرَةَ أبناءِ النّورِ، فثَمَرُ النّورِ يكونُ في كُلّ صَلاحٍ وتَقوى وحَقّ. فتَعَلّموا ما يُرضي الرّبّ"
أفسس 5: 1 - 4، 8 – 10

أحياناً تبدو لنا الأمور التي تُقال عن النور والظلمة وكأنها أكثر من مجرّد كونها نظرية. يصعب علينا أن نجري على نهج "الأبيض والأسود" لأن العالم يظهر لنا بظلال مختلفة من اللون الرمادي. بنفس الطريقة، لا نشعر أننا ممتلئون بالنور. الحقيقة أن هنالك أشخاصاً جيّدين في العالم لا يعرفون المسيح، وبعضهم يتصرّف على نحو أفضل من المؤمنين. كيف يمكننا أن نكون "أبناء النور" في عالم مظلم؟ لا يبدو الأمر منطقياً أحياناً. ربما يجب علينا ألّا نمضي الكثير من الوقت ننظر إلى الداخل ونخنق أنفسنا بالشكوك. ودعونا ألا نتوقع أيضاً أننا سنتحول إلى نور ساطع بلمسة واحدة من غير أن نُحرّك إصبعاً واحدة. ولكن يجب أن نرى في هذه الفكرة الكتابية أمراً نُجاهد من أجله، نسعى وراءه ونحصل عليه في النهاية. أنا أومن أنني ابن الله المحبوب. أنا في النور والنور فيّ، وهنالك الكثير من الظلمة في العالم من حولي. بكلّ بساطة اختار أن أومن بهذه الحقيقة وأتصرف بما تُمليه عليّ. يجب ألّا أدين الآخرين ولكن أباركهم وأشجعهم، ويجب ألّا أشكك في هويتي المنبثقة من شخص المسيح يسوع. أريد أن أكون مثله وهو نوري في ظلمتي.

أنا أتحدث هنا عن تغيير في طريقة تفكيري. إذا تبنيّنا موقفاً مختلفاً، فسنرى نتائج مُغايرة. ينبغي ألّا نُلطّخ أنفسنا بأمور "صغيرة" كالأمور الدنسة والسوقية. لماذا؟ أنا لا أقترح نمطاً قانونياً أو نوعاً من لعب الأطفال التي تنص على أن هذا مسموح وذلك ممنوع. ولكنني أتحدث عن موقف روحي ناضج. إذا نظرنا نحو يسوع بإعجاب ومحبة، فلن تؤثر فينا هذه الأمور "الصغيرة". إنني موقن أنني إذا تبنيّت هذا الأسلوب، وقمنا بقرار نوعي فسنكون أبناء النور، وأن حياتنا ستغدو رائحة عطر جميلة وسنجد أشخاصاً أكثر فأكثر يُميزّون "النور" فينا.

- 19 مايو -