أذكر أنني كنت ذات مرة جالساً في اجتماع أغلبه من الشباب. فوقف أحدهم ليشاركنا برأي، وفي منتصف حديثه وقف شخص آخر وقال بصوت مرتفع: "هذه عقيدة خاطئة". فكانت صدمة لنا جميعاً ولاسيما لذلك الشاب المسكين الذي كان يتحدث أولاً.
كيف تعامل أكيلا وبريسكلا كل منهما مع أبلوس. هنا، يعطينا الروح القدس نموذجاً مختلفاً جداً. كان أبلوس مُبتعداً كثيراً عن عقيدته. لقد استخدم الله معمودية يوحنا لسنوات عدة من قبل، ولكنها أصبحت الآن شيئاً من الماضي. أصبح الرسل الآن يكرزون قبل أن يعتمد الأشخاص الذين يؤمنون بمعمودية يسوع.
على أن الروح القدس لا يبدأ بقوله لنا إنّ أبلوس كان يُقدم معتقدات خاطئة. بل نقرأ عن تقييم الروح القدس الإيجابي لأبلوس: لقد كان فصيحاً ومقتدراً في الكتاب المقدس ولقد كان يعظ بحماسة، وحتى أنه "يتكلّم ويعلّم بتدقيق فيما يختصّ بالرب." وكل هذا قِيل عن الرجل الذي (كما يَظهر في الإصحاح الذي يليه) كان يُعمّد المؤمنين بطريقة غير صحيحة.
ماذا كنت سأفعل إذا سمعته ذلك اليوم في المجمع؟ هل كنت أشعر أنَّ مِن الواجب أن أُدافع عن نقاوة الإيمان؟ هل كنت سأتأكد بأنه لا يجري تضليل غير المؤمنين؟ هل كنت سأقفز وأُعارض أبلوس علناً؟
نشكر الله أن أكيلا وبريسكيلا كان لديهما قلب الروح القدس. إذ انتظرا حتى انتهاء الاجتماع ثم دعوا أبلوس إلى منزلهما لتناول العشاء. شرحا له هناك حقيقة الله "بتدقيق أعمق". لو استخدما الطريقة العِدائية والمُتعصبة، لكان من الممكن أن تفسد خدمة أبلوس. والأسوأ أنّه كان من الممكن أن يُحدِث انقساماً في الكنيسة. في المقابل أصبحت لدى أبلوس خدمة مثمرة جداً.
غالباً ما توجد طُرق أفضل لتصحيح أخ أو أخت بدلاً من المواجهة العلنية.
- 24 أكتوير -