Devotional (ar) -

الخروج من بابل ( 25 أغسطس )

"أيُّها الجِيلُ ا‏سمَعوا‌ كَلِمَتي: هل كُنتُ قَفْرا لإسرائيلَ أو أرضَ ظَلامٍ دامسٍ؟ فما بالُ شعبـي يقولونَ: تحَرَّرْنا فلا نعودُ إليكَ؟ أتَنسى الصَّبـيَّةُ حِليَتَها والعروسُ جِهازَها؟ أمَّا شعبـي فنَسيني أيّاما لا تُحصَى"
ارميا 2: 31 - 32
"أنا نُورُ العالَمِ. مَنْ يَتبَعْني لا يمشي في الظّلامِ، بل يكونُ لَه نُورُ الحياةِ"
يوحنا 8: 12

انتشر صدى تاريخ السبي اليهودي حول العالم. وأدرك القرّاء الأصليون لسفر ارميا أن بابل رمز للتهديد والحرب والدمار والكبرياء والسبي. ثم استمرت بابل عبر العصور في تجسيدها للظلمة والكبرياء والاضطهاد والدمار المستمر بالرغم من تغير الظروف التاريخية والجغرافية. واستمر هذا الرمز لبابل حتى في سفر الرؤيا. عانى أهل يهوذا في حياتهم الروحية، وكانوا يعلمون أنهم يجب أن يتبعوا الله أولاً وأخيراً إلا أنهم انجذبوا نحو أمور غير مقدسة. لقد استخدم الله برحمته بابل حتى يُرجع شعبه إليه. لأن الله يرغب دائماً أن يسير الإنسان في طرقه. لم يتغير معنى بابل في يومنا هذا، غير أن الإنسان بات يعيش أعمى تجاه الأوجه المتعددة لبابل، تلك التي تلمع ولكنها ليست ذهباً بل تُجسّد كل ما هو ليس من الله. لا يزال الله يرغب في أن يسلك الإنسان في طرقه. فقط عندما نحقق متطلبات الله، فإننا نتحرر من قوة بابل المُظلمة في حياتنا.

لا تزال قدرات وكلمات ارميا النبوية التي خاطبت شعب الله في القديم تحمل اليوم معنى عميقاً للقرّاء. كان تأثير ارميا عميقاً من خلال وعظه ونبوءاته وأفعاله وهكذا جاء بالشعب إلى النور والحرية. كانت كلمات ارميا النبوية موجهة على وجه التحديد إلى سكان يهوذا وقد أثرّت في مستقبلهم ولكننا نستطيع الآن أن نتخذ من معنى كلماته الأوسع نصائح لكل البشر. لا تخدعك قوة بابل المظلمة ولكن اتبع يسوع نور العالم. ليس علينا أن نمضي سبعين سنة في السبي قبل أن نتحرر إذ نستطيع أن نتحرر من قوة بابل في حياتنا في هذه اللحظة.

- 25 اغسطس -