Devotional (ar) -

الرجاء الذي يسترجع ( 5 مايو )

"وأرى أنّ آلامَنا في هذِهِ الدّنيا لا تُوازي المَجدَ الذي سيَظْهَرُ فينا. فالخَليقَةُ تَنتَظِرُ بِفارِغِ الصّبرِ ظُهورَ أبناءِ الله. وما كانَ خُضوعُها لِلباطِلِ بإرادَتِها، بَلْ بإرادةِ الذي أخضَعَها. ومعَ ذلِكَ بَقِـيَ لَها الرّجاءُ أنّها هِـيَ ذاتُها ستَتَحَرّرُ مِنْ عُبودِيّةِ الفَسادِ لِتُشارِكَ أبناءَ اللهِ في حُرّيّتِهِم ومَجدِهِم... فَفي الرّجاءِ كانَ خَلاصُنا. ولكِنّ الرّجاءَ المَنظورَ لا يكونُ رَجاءً، وكيفَ يَرجو الإنسانُ ما يَنظُرُه؟ أمّا إذا كُنّا نَرجو ما لا نَنظُرُه، فَبِالصّبْرِ نَنتَظِرُه"
رومية 8: 18-21، 24-25

قاد عصيان آدم وحواء إلى فساد الطبيعة وصبغ البشريه باللعنة. ولكن الخبر الجيد هو أن خطة الله الفدائية ستمحو كل نتائج عصيان آدم، بما في ذلك تحول الخليقة من فاسدة إلى صالحة وهذا يتضمن اصلاح الطبع البشري وإرجاعه إلى ما كان يجب أن يكون عليه. في النهاية، المجد الذي سيكون في النهاية أعظم بكثير من الآلام التي نختبرها كأتباع المسيح.

كمؤمنين مسيحيين يجب أن نتطلّع إلى مُستقبل أفضل بعيون الرجاء. لكن أليس الرجاء يقوم على التمني بأن "كل شيء سيكون على ما يرام بالنهاية"؟ بالطبع لا! يقول بولس إنّ الرجاء المسيحي هو رجاء راسخ. هذا الرجاء هو صالح بشكل كامل لأنه يكمن بين يدي الله. وهو مبني على عمل الله في المسيح بشكل ثابت. فالله، إذًا، هو المبادر وهو الحافظ والضامن لهذا الرجاء.

يقول المثل العربي "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل" ويقول الرسول بولس في سياق حديثه عن القيامة في (كورنثوس الأولى 19:15) "وإذا كانَ رَجاؤُنا في المَسيحِ لا يَتَعَدّى هذِهِ الحياةَ، فنَحنُ أشقى النّاسِ جميعًا".

إن الحياة بلا رجاء هي حياةٌ مستحيلة، والحياة التي رجاءها متعلق بالأرض وما فيها فقط هي حياة شقاء وتعب. ولكن إذا كان عمل المسيح مصدر رجائنا، فإننا نستطيع أن نتطلع إلى المستقبل بترقّب لما هو أكثر من سعة مخيّلتنا البشرية.

فكيف علينا أن نتصرف على ضوء الرجاء المسيحي بالحياة الأبدية؟ أولاً، يقودنا الرجاء إلى تسبيح الله الذي وضع هذا الرجاء أمامنا وجعل لحياتنا بُعدًا آخر لا يضمنه سواه. ثانيًا، يحثنا الرجاء على تقييم تصرفاتنا بحيث تناسب العلاقة التامة بالله وبالناس. ثالثًا، يقودنا الرجاء المسيحي إلى احترام الخليقة كلها والحفاظ عليها، التي مع أنها فسدت لكنها ستتجدد يومًا ما.

- 5 مايو -