شعرت حين كنت في البنك بضع دقائق أن سيارتي مفتوحة، وأول شيء لحظته حين رجعت إلى السيارة أن مظلتي لم تكن على المقعد الذي تركته، ومن الواضح أن أحدهم سرقها والشيء الآخر الذي لحظته رجل متقدم في السن يجول حول موقف السيارات فتأكد لديّ أنه هو سارق المظلة إلا أنني لم أستطع أن أتجه إليه واتهمه، لذلك سألته هل رأى أحداً بجانب سيارتي فأجاب بالنفي طبعاً.
وخلال ساعات كلما طال تفكيري في هذا العجوز، ازداد غضبي وبعد قليل صرت أشد قلقاً، كيف استبدت بي فكرة غير صحيحة عن رجل عجوز لا أعرفه وربما كان بريئاً من سرقة المظلة، وأدركت أن عليّ أن أسامحه حتى لو لم يكن أسَاءَ إليّ، إذ رغبت في أن أسامحه لمصلحتي وليس من أجله هو لأنه بالطبع ليس لديه فكرة حول غضبي منه.
فإنّ عدم الصفح أشبه بنوع من السرطان إذ له حياته الخاصة فهو غير متصل بالحقائق الأخرى حوله، ففي حالة أبشالوم وأخته تامار إرتُكبت خطية فاحشة، وكان أبشالوم على حق حين ثار غضبه وكان ينبغي أن يعاقب أمنون على يد أبيه داود، غير أن أبشالوم لم يصفح بل قرر أن ينتقم وظل الغضب مُلازماً إياه مدة سنتين كاملتين إلى أن انفجر غضبه في خطيئة كانت على الأقل شبيهة بخطيئة أمنون وهي القتل.
يجدر بنا أن نصفح حتى ولو لم نعلم من آذانا أو حتى لو وقع علينا أذى شديد فإذا لم نغفر سنُصاب بمرض في داخلنا، سرطان روحي يلازمنا ويقودنا إلى الخطيئة وإذا رفضت أن أغفر لأحدهم فإن سلوكي هذا سيؤذيني في النهاية أكثر مما يؤذيه.
- 30 يونيو -