في هذا الوقت من السنة يحتفل المسيحيون بولادة يسوع. هنالك على الأقل ثلاثة تواريخ مختلفة، ولكن كلها تعود لتاريخ تقليدي واحد، عندما كان موقع الشمس في السماء منخفضاً في هذه المنطقة من العالم والليالي طويلة. حاول العديد من الأشخاص أن يقوموا بتحديد التاريخ المحدد لولادة يسوع. ولكن اقتراحهم لنصف أشهر السنة كتواريخ محتملة يدلّ أن العملية ليست باليسيرة. يميل البعض نحو التفكير أن شهري أيلول وتشرين الأول هما احتملان صحيحان. يقول يوحنا: "والكَلِمَةُ صارَ بشَرًا وعاشَ بَينَنا". حاول البعض استخدام بعض المعلومات من العهد الجديد (زمن خدمة زكريا في الهيكل وحساب الفترة الزمنية منذ ذلك الوقت إلى حين حَبَل مريم) والاستعانة بالتقاليد اليهودية التي تختص بالأوقات المختلفة التي كانوا يؤدون فيها خدمة الهيكل. بما أن كل كاهن كان يخدم مرتين في السنة، تتركنا هذه الحسبة بوقتين محتملين إمّا شباط/آذار أو آب/أيلول. قبل عدّة سنوات وجدت تفسيراً أعجبني عن سبب اختيار شهر كانون الأول كزمن لولادة يسوع كما فسّره أحد آباء الكنيسة. لابدّ للخليقة الجديدة في المسيح أن تبدأ في ذات اليوم الذي تمّ فيه خلق العالم في البدء. وقد كان ذلك تقليداً معروفاً في أول يوم من الربيع أي 21 آذار. ولكن أب الكنيسة هذا قام بشيء مثير للاهتمام، قال إن يوحنا في قوله "والكَلِمَةُ صارَ بشَرًا وعاشَ بَينَنا" لم يكن يتكلّم عن حدث واحد بل اثنين. الكلمة صار جسداً عندما حُبل بيسوع بالروح القدس في أحشاء مريم. لقد حصل ذلك يوم الخليقة أي 21 آذار حسب هذا التفسير. الحدث الثاني أن جملة "عاشَ بَينَنا" يشير إلى ولادة يسوع بعد تسعة أشهر. يعني ذلك أنه منذ لحظة الحَبل بيسوع صار ابن الله إنساناً. في النهاية فإن التاريخ المحدد ليس ذا أهمية شديدة بالطبع. ما يهم هو أن ولادة يسوع كانت حدثاً تاريخياً، وجزءاً مهماً من خطة الله الفدائية.
- 12 ديسمبر -